روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | الانفصام الأسري.. والخلافات الزوجية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > الانفصام الأسري.. والخلافات الزوجية


  الانفصام الأسري.. والخلافات الزوجية
     عدد مرات المشاهدة: 4553        عدد مرات الإرسال: 0

 لكل مشكلة سبب ومسببات، وإذا تم معرفة هذا؛ سهل علينا إيجاد الحل. بل وتجنب هذه المشكلة.

والحياة الزوجية، حياة بين اثنين زوج وزوجة. ولكل منهما خصائصه وأفكاره وآراؤه ومعتقداته، وميوله واهتماماته، وقد ينسجما معا، وقد يقتربا من بعضهما، وقد يختلفا فلا يلتقيان. 

 فمن أين تنشأ الخلافات الزوجية؟ ولماذا تنهار الأسرة وتنفصم العلاقة الزوجية؟

وهل المشكلة والخلاف والانهيار هي التي تحشر نفسها بين الزوجين، وتأتي من الخارج لتطرق الباب وتقول لهما: اجعلوني ضيفا لديكما؟

أم أن هذه الانهيارات والشروخ والجراحات سببها الزوج والزوجة! وجهل الزوج بكونه زوجا، وجهل الزوجة بكونها زوجة؟ فلا هو ولا هي يعرفان بالشكل الصحيح معنى الحياة الزوجية! 

وقد يتعجب البعض من هذا الطرح، وقد ينتقده البعض بأنها قسوة في حق المتزوجين والمتزوجات.

وينسى كل منهما أن الزواج ليس هو مجرد التقاء ذكر وأنثى، بل هو التقاء بين رجل وامرأة وفرق كبير جدا بين الأمرين. 

فأما الأمر الأول فهو يشمل الكائنات النباتية والحيوانية، وأما الأمر الثاني فهو خاص بالبشرية، بالإنسان، ويأبى الإنسان العاقل أن ينحدر إلى الأمر الأولز

فقد كرمه الخالق بكونه إما رجل وإما امرأة. وبالتالي فالرجل والمرأة لكل منهما حقوق وواجبات على الآخر..

فالعلاقة بينهما أكبر من كونها علاقة ذكر وأنثى. . وبهذا يتسع أفق الزواج، وتكبر المسؤولية الملقاة على عاتق كل من الزوجين.

وهنا نتساءل السؤال المهم: من أين يأتي هذا الجهل؟ وهذه الغشاوة التي تغطي العيون، فلا يعرف الزوج معنى كونه زوجا، ولا تعرف الزوجة معنى كونها زوجة؟!!! 

إن هذا الجهل ليس وليد الخطبة، أو ليلة العرس (الليلة الأولى في حياة الأزواج)، بل هو من قبل بعشرات السنين، عندما كان كل منهما لدى أهله، بين أحضان أمه وأبيه.

فذلك الزوج وتلك الزوجة لم يتربيا التربية الحقيقية التي تؤهلهما لخوض هذه الحياة الزوجية، ومعرفة كل منهما معنى أنه سيكون زوجا..

فالحياة الزوجية ليست سهلة، وليست هي مجرد أن تبحث الأم أو يشير الفتى إلى فتاة فيخطبها الأب له ويتزوج. .

إن الفتى ينشغل في الدراسة والوظيفة، وتنشغل الفتاة أيضا في الدراسة والوظيفة.. ويمضي العمر بالفتى والفتاة.

وكل منهما منهمك في البحث عن الوظيفة أو في الوظيفة، وكل منهما يصارع الآخر من أجل الحياة..

فإذا فكر في الزواج لا يسأل نفسه: لماذا أتزوج وما معنى كوني زوجا، أو أن يكون لدي زوجة؟

ثم إذا التقيا بعد ذلك من أجل حياة أسرية زوجية فشلا، وتحطمت سفينة الاستقرار، وانجرحت القلوب، وتبخر الحب، وتزلزل البناء وتهدم. .  

وذلك لأن الأساس هش، وربما لا يوجد أساس، لأنهما تثقفا عن الزواج وعن دور الزوجين من خلال ملاحظة من حولهم من الوالدين والأقارب والأصدقاء ومن وسائل الإعلام.

وهي في أكثرها تعطينا صورة مشوهة عن الزواج، صورة الذكر والأنثى فقط! !

وفرق شاسع بين الثقافة العابرة المشوهة، والتربية الجادة السليمة. . فالزوج لم يتحمل المسؤولية ليقوم بدوره في تسيير عجلة الحياة. .

فلم يترب عليها، والمسؤولية لا تنحصر في السعي وراء الرزق والبحث عن وظيفة أو عمل، بل أكبر من ذلك وأشمل وأضخم.

فالوظيفة أو العمل ليس هو أول درجة في سلم المسؤولية، بل بناء النفس الإنسانية على المنهج السليم، أي بناء هذا الزوج بناء صالحا ليكون لدينا الزوج الصالح.

ولنذكر هنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" رواه أبو داود والترمذي وصححه، فقد جمع صلى الله عليه وسلم في هذا الجزء من الحديث بين الدين والأخلاق.

والزوجة كذلك قد تعودت على اللامبالاة في حياتها، وعدم تحمل المسؤولية، مع أن الشعور بالمسؤولية هو الحافز الذي يحفز على متابعة شؤون البيت، ووضع كل شيء في مكانه،.

وملاحظة ما يجب ملاحظته من التلف أو الاضطراب، وتهيئة أكبر قدر من التنظيم وحسن تسيير الأمور.

وهذا أمر مختلف عن إتقان الطهي أو القدرة على التنظيف والترتيب، وإن كانت هذه كلها مطلوبة ولا شك ولكنها ـ وحدها لا تكّون ربة البيت.

إن لم يكن معها هذا الشعور بالمسؤولية، وهو الذي نوه به الرسول صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع، وكلكم مسؤول... 

والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" متفق عليه،.. وبالتالي تكون لدينا الزوجة الصالحة المتدينة.

ولنتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على المرأة الصالحة المتدينة "فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري.

إن الرجل والمرأة اللذين نشآ في جو الفطرة، وتربيا لمهمتهما العظيمة في بناء الأجيال لا يعيشان حياتهما على صراع الآخر، والتناطح على المساواة، بل المرأة هي السكن الذي يسكن إليها الرجل، والرجل هو الذي يؤمن لها الحماية والوقاية من أي أذى في الدنيا.

وتمتد هذه الحماية والوقاية إلى الآخرة حيث الوقاية من نار جهنم ـ أعاذنا الله منها ـ

"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة " فيعيش كل منهما في ظلال المودة والرحمة، وترفرف أجنحة التفاهم والتعاضد والاحترام عليهما، ليكونا في عداد من قال عنهم رب العزة "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"سورة التوبة.

نسأل الله أن يهدي نفوسنا ويصلح بيوتنا ومجتمعنا..

الكاتب: وائل بن إبراهيم بركات

المصدر: موقع لها أون لاين